الداء السكري


    
  يعود وجود مرض السكري إلى ما قبل التاريخ المدون ومع ذلك ليس له علاج إلى يومنا هذا، عواقب هذا المرض وخيمة للغاية، فهو السبب المباشر لفقدان البصر عند بعض البالغين وتعرضهم لأمراض القلب، والأسوأ من ذلك أن نصف الأطفال الذين يصابون به يموتون قبل الخامسة والعشرين نتيجة الإرهاق الكلوي، بالإضافة إلى الحياة العصبية والمتعبة نتيجة العلاج اليومي الضروري للإبقاء على الحياة.


قبل اكتشاف مادة الأنسولين، لم يكن بعض مرضى السكري يعمرون لأكثر من بضعة أشهر إلى سنتين بعد الإصابة بهذا المرض، ومع اكتشاف هذه الدواء سنة 1920 مكن العديد من المصابين البقاء أحياء رغم أنهم يحقنون أنفسهم يوميا بالأنسولين، حيث ظن الأطباء آنذاك أنهم هزموا السكري، لكن المضاعفات الطويلة المدى عادت وظهرت بعد عشرين سنة كفقدان البصر واضطراب الكلى، ولوحظ
أن عمر المريض أقل بنحو عشرين سنة من 
المعدل الطبيعي.

أنواع السكري:


  -    النوع الأول وهو الأخطر ويسمى أيضا بسكري الأطفال، إذ يظهر عادة خلال الطفولة أو المراهقة، يبدأ حين يطلق الجسد أجسام مضادة ضد الخلايا بيتا في البنكرياس وهي الخلايا الصانعة للأنسولين، فيدمرها في غضون أشهر، وهكذا يتوقف البنكرياس عن إنتاج الأنسولين الهرمون الذي يعمل على فتح خلايا الجسد التي تستقبل مادة الغلوكوز في الدم وتستخدمها في توليد الطاقة.

  -    النوع الثاني المسمى سابقا سكري البالغين إذ يبدأ بعد سن الأربعين، فيحدث حين ينتج البنكرياس كمية كبيرة من الأنسولين غير أن خلايا الجسم لا تتجاوب معه لسبب ما، لهذا ترتفع نسبة السكر في الدم فوق المستوى الطبيعي وتبدأ الصعوبات في عملية الأيض.

ملاحظة:

 يعتبر الإكثار من الطعام أحد أسباب هذا النوع من السكري.
يظهر النوع الأول عادة بشكل مفاجئ بينما ينمو الثاني تدريجيا، غير أن الاثنين معا يستدعيان العناية الطبية.

أعراض الداء السكري:

أهم الأعراض التي تظهر على المصاب هي: الإكثار من التبول، العطش الشديد، الشعور بالجوع الدائم المصحوب بفقد الوزن، أما المؤشرات الأقل شيوعا تتضمن اضطراب النظر والشعور بالفشل.

طرق معرفة معدل السكر في الدم:

في السنوات الماضية كانت الطريقة الوحيدة لمعرفة معدل السكر في الدم هي إجراء اختبار على البول، لكن إحدى سلبيات هذه الطريقة هي أن معدل الجلوكوز الزائد لا يظهر إلا بعد أن تترسب كميات كبيرة منه في الكلى.
 لكن الاختراعات الحديثة مكنت المريض من إجراء فحص ذاتي لمعدل السكر في الدم، إذ يقوم بوخز أصبعه واستخراج نقطة دم يضعها على شريط يدخله في آلة الكترونية صغيرة فيقرأ النتيجة في بضع ثوان.

نظام الحمية:

ينصح الأخصائيين النوع الأول للمصابين بالسكري بإتباع نظام حمية منتظم باجتناب تناول الحلوى لأنه يصعب على العضوية تحمل هذه الكمية الإضافية من الغلوكوز.
أما مرضى النوع الثاني من السكر( بعد 40 سنة ) فالهدف من إتباع الحمية هو تخفيف الوزن.

برنامج حمية دقيق يخلص مرضى النوع الثاني من الأنسولين والعقاقير:  

الخطوة الأولى في هذا البرنامج وهو الصوم لمدة أسبوع كامل يسمح للمريض فقط بشرب الماء، ما يعيد معدل السكر في الدم إلى المستوى الطبيعي.
بعد الأسبوع الأول ينتقل المرضى إلى تناول طعام بمعدل 500 وحدة حرارية يوميا، المكون من: الحليب المقشد، الخضر والفواكه دون تناول اللحم والخبز اللذين يحتويان على مواد دهنية.
عندما يتم الوصول إلى الوزن المثالي يستمر المرضى في حمية معينة تمنعهم من استعادة الوزن المفقود.
أما الوجه الآخر لهذا البرنامج هو الرياضة أو المشي بسرعة معتدلة لمدة 30 دقيقة يوميا.

في الأخير وبإتباع هذا البرنامج يمكن لمرضى السكري فوق الأربعين سنة التخلص من تناول الأدوية وحقن الأنسولين يوميا، ولهذا نسأل المولى عز وجل الشفاء العاجل لجميع مرضى المسلمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق