داء السرقة عند الأطفال & كيفية التعامل معه



مما لاشك فيه أن كل أب وكل أم يحرصا على تربية أبنائهما تربية سليمة وقويمة ، وذلك من خلال غرس الأخلاق الحميدة ، وإبعادهما عن إكتساب أى عادة سيئة أو شريرة ، لكن وبالرغم من ذلك قد يصدم الأهل حينما يكتشفا أن طفلهما الصغير الذى لم يتعد عمره أصابع اليدين لص وسارق ، على الرغم من أنهما يوفرا له كل مايحتاج إليه ومايطلبه ، وقد تكون هذه الصدمة قاسية ومفاجئة لدرجة أنهما قد يتخذا تدابير خاطئة تزيد الأمور سوءا .. لذا ومن خلال السطور القليلة القادمة ، سنقوم بتسليط الضوء على ظاهرة السرقة عند الأطفال ، ومعرفة دوافع هذا الأمر الغريب ، وكيفية التعامل مع الأمر بحكمة وسلاسة .
فى البداية لابد أن نشير إلى مبدأ هام ، وهو أن مفاهيم الأمور عند الطفل قد تختلف لديه مقارنة مما هى لدى الكبار والبالغين ، فمن المعروف أن السرقة هى الإستيلاء على مايخص الغير دون وجه حق ، وهى أمر مرفوض شرعا وقانونا ، لكن مايفوتنا فى هذا الأمر أن الطفل الصغير لاينظر للأمر من هذه الزاوية ، فمصطلح الملكية الخاصة قد يكون أمرا غامضا عليه ، ولايعلم ماهيته ، بل أنه لايعلم من الأساس أنه قد إرتكب أمرا خاطئا .
وعموما يمكننا إجمال الأسباب التى تدفع الطفل فى هذه المرحلة العمرية المبكرة إلى السرقة فيما يلى ..
·       أن يكون الطفل لايعلم أن السرقة من السلوكيات الخاطئة التى ينبغى تجنبها ، وهذا أمر يقع على عاتق الأبوين .
·       أحيانا قد يستغل الطفل السرقة بإعتبارها عاملا للفت نظر الابوين المنشغلين عنه فى أمور المنزل أو العمل .. إلخ .
·       قد يقوم الطفل أحيانا بالسرقة بدافع الكره ، فهو مثلا يلاحظ أن فلان متعلق بدميته ، لذا ولرغبة إنتقامية منه فإنه يسلبه دميته ، بإعتبارها أحد مسببات السعادة التى ينبغى حرمانه منها بدافع العقاب لإرتكابة أمر ما قد أغضبه .

وفى حال ملاحظة طفلك يقوم بالسرقة ، ينبغى إتباع التعليمات التالية ..
·       فى البداية إياك والإنجراف نحو مشاعر الغضب والشعور بالخزى والعار ، توقف لبرهة من الزمن وحاول إعادة تجميع شتات أفكارك ، فأى تصرف خاطئ إزاء هذا الأمر قد يعقد الأمور ، بصورة قد يعجز الجميع عن حلها ، لذا قم بترتيب الحديث الذى ستجريه مع طفلك إزاء هذا الأمر .
·       ينبغى التدقيق فى الأمر ، وتحديد الدافع الذى أدى إلى قيام طفلك بهذا السلوك ، وتأكد أنك بوصولك لهذه المرحلة قد قطعت مايقرب من نصف الطريق فى رحلة العلاج .
·       ينبغى أن يكون هناك حديث أسرى يتعلق بالأخلاق الفاضلة والقيم العليا ، حاول دائما أن تكتسب ثقة إبنك من خلال الحوار ، كذلك ينبغى شرح معنى ومفهوم الملكية ، وأن لكل شخص مايخصه دون الآخرين .. وهكذا .

·       لامانع من الحصول على مساعدة نفسية متخصصة فى هذا الشأن ، بإعتبارها عامل علاجى مساعد وفعال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق