الهيموفيليا مرض وراثى نادر ، وينشأ نتيجة لنقص عوامل التخثر بالدم ، ويبدأ ظهوره وملاحظته فى مراحل عمرية مبكرة " تقريبا عندما يبلغ الطفل 12 – 18 شهر فقط " ، وذلك فى صورة قابلية النزف الشديد والذى لايمكن إيقافة بسهولة ، حيث يستمر النزيف لوقت طويل دون القدرة على السيطرة عليه .. كذلك يلاحظ على الطفل النزيف التلقائى الصادر من فتحات الأنف والفم واللثة ، ويلاحظ على الطفل أيضا تكون بقع زرقاء فى مواضع مختلفة من جسمه ، والتى تنشأ نتيجة لكدمات تظهر بشكل تلقائى أسفل الجلد مباشرة .
وعلى نفس السياق وفى الحالات الشديدة المتقدمة قد يلاحظ ظهور الدم فى البول والبراز ، لكن عموما ولتأكيد الإصابة بالمرض من عدمه ، ينبغى إجراء إختبار معملى لسرعة النزف والتجلط ، بهدف قياس نسبة عوامل التخثر بالدم ، وعلى أساس نسبتها يمكن تحديد مستوى الإصابة .
وتكمن المشكلة الفعلية لمرض الهيموفيليا فى المضاعفات التى تنشأ عن المرض ، والتى تظهر فى حالة إهمال الحالة وتركها دون علاج ، ولعل أبرز هذه المضاعفات ..
· الإصابة بالنزيف الداخلى : والذى قد ينشأ نتيجة لنزيف حاد فى أحد العضلات الداخلية بالجسم ، وهو أمر غاية فى الخطورة ، حيث أنه قد يؤدى إلى الوفاة مالم يتم التعامل مع الحالة بشكل عاجل .
· تضرر الأطراف : نتيجة لحدوث ضغط على الأعصاب المغذية لها ، وبالتالى الشعور بالتنميل ، وفقدان الإحساس بها بشكل تدريجى .
· إلتهاب المفاصل : وذلك نتيجة للنزيف الداخلى الذى قد يحدث للعضلات المحيطة لهذه المفاصل .
· الإصابة بالأمراض التى تنتقل من خلال الدم : لأن مريض الهيموفيليا دائما يكون فى حاجة إلى نقل دم ، فإن إحتمالية إصابته بأى مرض ينتقل من خلال الدم كالإيدز وإلتهاب الكبد الوبائى ، يعتبر إحتمال قائم ، وذلك فى حالة حصوله على دم ملوث .
وختاما .. ينبغى الحرص قدر الإمكان وتجنب التعرض لأى صدمة مهما بدت خفيفة ، كيلا يحدث أى نزيف قد يسبب أى مشكلة خطيرة .. كذلك ينبغى الحرص على إجراء فحص دورى لدى طبيب متخصص ، مع ضرورة المتابعة الدورية من خلال قياس سرعة النزف والتجلط بأحد المختبرات الموثوقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق